تعتبر العقارات من أكثر فئات الاستثمار رواجًا، لكن يترتّب على شرائها عوائق كبيرة. فعلى سبيل المثال، يتطلب شراء عقار واحد وجود تأمين كبير وتوافر القدرة على اقتراض مبلغ بقيمة ذلك التأمين، وذلك ضمن مجموعة من التحديات والقيود. وعلاوة على ذلك، تستغرق المعاملات العقارية وقتًا طويلًا لإبرامها، وهو ما يجعلها من فئات الاستثمار غير السائلة.
تخيل عالمًا يمكنك فيه شراء عقارات ببضع نقرات، وسوق عقارات يسمح للمستثمرين بشراء حصة صغيرة في عقار واحد.
أصبح هذا العالم في متناول أيدينا الآن، إذ يعمل ترميز العقارات على إحداث ثورة في سوق العقارات في أبوظبي وجميع أنحاء العالم.
ما المقصود بالترميز؟
يشير الترميز إلى عملية ربط الأصول الفعلية أو الأصول الرقمية برموز على شبكة البلوكشين.
بعبارة أخرى، تُنشئ عملية الترميز رموزًا رقمية تمثّل الأصول المادية، مثل العقارات أو الأعمال الفنية أو السلع أو الأصول الرقمية، مثل العملات المشفرة أو المقتنيات الرقمية، على شبكة البلوكشين. حيث يُمكن بعدئذ تداول هذه الرموز ونقلها وتتبعها باستخدام العقود الذكية، وهي عقود ذاتية الإبرام تعمل تلقائيًا على إنفاذ القواعد واللوائح المرتبطة بالمعاملات ذات الصلة بالرمز.
يوفر الترميز العديد من المزايا، بما في ذلك زيادة السيولة والشفافية في تداول الأصول، والملكية الجزئية للأصول، وتسوية المعاملات بشكل أسرع وأرخص. كما أنه يتيح إنشاء أدوات مالية جديدة، مثل الرموز الأمنية، التي يمكن أن توفر ميزات مالية تقليدية كملكية الأسهم أو مشاركة الإيرادات أو أدوات الدين، وذلك إلى جانب المزايا الإضافية للأمان والشفافية المستندة إلى البلوكشين.
يعد الرمز المميز بمثابة أداة قوية تعمل على إنشاء أسواق جديدة وتوفّر أشكالًا جديدة لتبادل القيمة على شبكة البلوكشين. ويمكن أن يؤدي ترميز العقارات إلى إحداث ثورة في سوق العقارات في أبوظبي وجميع أنحاء العالم.
ترميز العقارات
تعد شبكة البلوكشين في قطاع العقارات من المفاهيم الجديدة التي على وشك أن تنتشر في العالم انتشارًا واسعًا. وتمثل العقارات أكبر سوق استثماري في العالم وأكبر فئة أصول يمكن ترميز أسهم ملكيتها.
وعندما يتم ترميز العقارات، فإن كل رمز مميز على شبكة البلوكشين يمثل جزءًا مماثلًا من ملكية ذلك العقار، وذلك بدلًا من السندات الورقية التقليدية أو سندات الملكية الأخرى. على سبيل المثال، يمكن تحويل ملكية مجمّع مكوّن من 50 وحدة إلى آلاف الرموز الفردية، والتي تعود ملكيتها بالتالي لمجموعة كبيرة من المستثمرين، بحيث تتمثّل حصّة المستثمر الواحد للعقار بعدد الرموز التي يمتلكها.
مزايا ترميز سوق العقارات في أبوظبي
من المتوقع أن يؤدي ظهور الرموز إلى تحويل مشهد الاستثمار العقاري. ويتضمن ترميز العقارات تحويل الأصول إلى رموز رقمية يمكن تداولها على منصة بلوكشين. وينطوي استخدام تقنية بلوكشين على العديد من المزايا للمستثمرين، مما يجعل الاستثمارات العقارية أكثر شفافية وفعالية من حيث التكلفة.
التغييرات في السيولة
لطالما كان من الصعب شراء وبيع الأصول العقارية بسبب طبيعتها غير السائلة، لكن ترميز العقارات سيمكّن المستثمرين من التعامل بسهولة وتحويل الأصول غير السائلة تاريخيًا إلى أصول سائلة يمكن تداولها بسهولة. كما أن استخدام الترميز سيوفّر خاصية الملكية الجزئية للعقار، مما يجعل من الممكن شراء وبيع أجزاء صغيرة من العقارات. وهو ما يزيل صعوبة الدخول والخروج من الاستثمارات العقارية، بل ويسمح أيضًا للمستثمرين بتنويع محافظهم الاستثمارية.
زيادة الوصول إلى سوق العقارات في أبوظبي
سيعمل الترميز على تحسين وصول العقارات إلى الأسواق العالمية، وهو ما يؤدي إلى زيادة الاستثمار في أبوظبي. وبدلًا من الاضطرار إلى الخضوع لإجراءات مطوّلة ومعقدة لشراء عقار في بلد أجنبي، سيتمكن المستثمرون من شراء الأسهم رقميًا من أي مكان في العالم. وسيؤدي ذلك إلى تسهيل دخول مستثمرين جدد إلى سوق العقارات وتعزيز نمو القطاع.
انخفاض تكاليف المعاملات والجداول الزمنية
ستعمل تكنولوجيا البلوكشين على تقليل تكاليف المعاملات وأوقاتها. وسيؤدي استخدام تكنولوجيا البلوكشين إلى إلغاء الوسطاء، مثل الوسطاء العقاريين والوكلاء، مما يقلل من رسوم المعاملات ويجعل العملية أسرع وأكثر كفاءة.
تحسين أمن وشفافية الملكية
سيؤدي استخدام الترميز إلى تخزين معلومات الملكية على منصة بلوكشين التي تمتاز بالأمن والشفافية، كما أنّها غير قابلة للتغيير، مما يعني أن مخاطر الاحتيال والتلاعب ستقلّ بشكل كبير.
زيادة إمكانية الوصول إلى الاستثمارات العقارية
في ظل وجود القدرة على شراء حصص صغيرة من العقارات، يمكن للمستثمرين الذين يمتلكون تصنيفات استثمارية منخفضة المشاركة الآن في سوق العقارات، وهو ما يؤدي إلى إضفاء الطابع الديمقراطي على سوق العقارات وتوفير الفرص للمستثمرين الصغار لدخول السوق والاستفادة من العوائد المحتملة.
يمثل ترميز العقارات فرصة كبيرة لسوق العقارات في أبوظبي للتطور وجعل الوصول إليه أكثر سهولة وفعالية من حيث التكلفة. وسيتمكن المستثمرون من التعامل والتداول بسهولة في الأصول العقارية، وهو ما يقلل من الحواجز التقليدية. ولا تزال الفوائد المحتملة للترميز غير متحققة بالكامل، ومن المثير أن نرى كيف ستحوّل هذه التكنولوجيا المبتكرة قطاع العقارات.