يؤدي استخدام التكنولوجيا المناسبة دوراً مهماً في مجال مسح الأراضي. فباستخدام المعدات الحديثة، يمكن إجراء قياسات دقيقة وتوثيقها بسهولة ودقة. وقد أدى هذا التقدم أيضاً إلى رفع المعايير التي يتعين على المتخصصين في مسح الأراضي الالتزام بها لتنفيذ مهامهم بدقة وكفاءة أكبر.
ومع استمرار التطوّر التقني، سيخضع قطاع المسح لتحولات كبيرة، وسيحتاج المتخصصون في هذا المجال إلى التكيّف لمواكبة هذا التطور. وينبغي أن يبقى المتخصّصون على اطلاع بأحدث المستجدات لفهم الطرق التي تتغير بها تكنولوجيا مسح الأراضي.
وفيما يلي توضيح لأبرز التقنيات الرائدة التي تؤثر على هذا القطاع.
الطائرات بدون طيار
انتشر استخدام الطائرات بدون طيار أو الطائرات المسيّرة في قطاع المسح العقاري، حيث تقوم هذه الطائرات التي تستخدم كاميرات عالية الدقة وأجهزة استشعار ذات تقنية متطوّرة بجمع بيانات دقيقة وشاملة عن الخصائص الطوبوغرافية للأرض وتضاريسها. ويمكن إنشاء خرائط عالية الدقة ونماذج ثلاثية الأبعاد ونماذج رقمية للمناظر الطبيعية باستخدام هذه البيانات.
فضلاً عن ذلك، توجد مزايا عديدة لاستخدام هذا النوع من الطائرات، فهي تغطي مساحات كبيرة في فترة زمنية قصيرة، وهو ما يقلل الوقت والتكلفة مقارنة بالطرق التقليدية. ويُمكن لهذه الطائرات الوصول إلى المناطق الصعبة أو الخطرة، مثل المنحدرات الشديدة أو المناطق ذات الوصول المحدود.
أنظمة رسم الخرائط المتنقلة
يمثل نظام رسم الخرائط المتنقل أحدث ابتكار تكنولوجي اكتسب رواجاً كبيراً في السنوات الأخيرة. وهو عبارة عن مركبة مزودة بكاميرات وأجهزة استشعار ذات تقنية متطوّرة وأجهزة استقبال تستطيع تحديد الموقع الجغرافي وجمع البيانات أثناء القيادة. ويمكن استخدام المعلومات التي يتم جمعها لإنشاء خرائط ثلاثية الأبعاد تتميّر بدقتها الكبيرة وشموليّتها للبيئة المحيطة. وتعد أنظمة رسم الخرائط المتنقلة مثالية لمسح مشاريع البنية التحتية واسعة النطاق، مثل الطرق السريعة والجسور والأنفاق. ويمكن استخدامها أيضاً لرسم خرائط المدن والمناطق الحضرية وشبكات المرافق.
الواقع الافتراضي والواقع المعزّز
الواقع الافتراضي والواقع المعزّز هما تقنيتان تتميزان بقدرتهما على إحداث ثورة في طريقة عمل مسّاحي الأراضي، حيث يسمح الواقع الافتراضي للمستخدمين بالانغماس في بيئة رقمية، بينما يقوم الواقع المعزّز بترتيب المعلومات الرقمية في الواقع الفعلي. ويمكن استخدام هذه التقنيات لإنشاء نماذج تفاعلية ثلاثية الأبعاد للأرض، وهو ما يتيح للمسّاحين استكشاف البيانات وتحليلها في بيئة افتراضية.
ثمة فوائد كبيرة لاستخدام الواقع الافتراضي والواقع المعزّز في عمليات المسح، حيث يُمكن لهاتين التقنيتين مساعدة المساحين في تصور البيانات المعقدة وفهمها، مما يسمح لهم باتخاذ قرارات أفضل وتحسين دقة عملهم. كما يمكن استخدام الطريقتين لإيصال البيانات إلى الجهات المعنية، مثل العملاء أو السلطات التنظيمية، بطريقة أكثر جاذبية وأيسر فهماً.
الذكاء الاصطناعي
الذكاء الاصطناعي من الإنجازات التكنولوجية الأخرى التي يمكنها إحداث ثورة في قطاع المسح العقاري، حيث يمكن استخدام خوارزميات الذكاء الاصطناعي في تقييم وفهم كميات هائلة من البيانات التي يجمعها المسّاحون، وهو ما يجعل من السهل تحديد الاتجاهات والمفارقات. كما يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لأتمتة العمليات المتكررة، وتقليل وقت المسح ونفقاته.
ويمكن أيضاً استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين دقة بيانات المسح، حيث يمكن مثلاً لخوارزميات الذكاء الاصطناعي تحديد الأخطاء أو التناقضات في البيانات، وهو ما يساعد المسّاحين في تصحيح قياساتهم وتنقيحها.
الحوسبة السحابية
الحوسبة السحابية هي ابتكار تقني يتميز بتأثيره الفعّال على قطاع المسح العقاري، حيث يُمكن للمسّاحين الوصول إلى البيانات ومشاركتها من أي مكان في العالم باستخدام برنامج المسح القائم على السحابة، وهو ما يزيد من التعاون بين المسّاحين والعملاء. وتعمل الحوسبة السحابية أيضاً على تخزين كميات هائلة من البيانات وإدارتها. ونتيجة لذلك، يقلّل ذلك من الحاجة إلى وجود خوادم باهظة الثمن.
ماذا يُخبّئ لنا المستقبل؟
هناك وسائل تكنولوجية وأدوات جديدة توفر فوائد كبيرة مقارنة بالأساليب التقليدية، وهو ما يجعل مستقبل مسح الأراضي أكثر جذباً للاهتمام. ومع ذلك، قد يؤدي هذا التحول الفني الكبير إلى تعزيز المنافسة بشكل كبير بين مقدّمي خدمات مسح الأراضي. وينبغي أن يتمتّع المتخصّصون في هذا المجال بالقدرة على اتخاذ أحكام ذكية ومستنيرة لإدراج هذه التكنولوجيا وتقديم أعلى مستويات الخدمة من حيث الجودة والسرعة والفعالية للبقاء في مضمار المنافسة.