يشهد قطاع تقييم العقارات تغيرات سريعة، ويبدو أن المستقبل سيكون أكثر إشراقاً من أي وقت مضى. ومع التقدم التقني، والتغيرات الاقتصادية، وتطور تفضيلات المشتري، هناك العديد من الاتجاهات التي تشكّل مستقبل تقييم العقارات. وفيما يلي توضيح لأهم الاتجاهات التي ينبغي الانتباه إليها:
ظهور البيانات الضخمة
لا شكّ أن ظهور البيانات الضخمة يُمثّل أحد أكبر الاتجاهات التي ستشكل مستقبل تقييم العقارات. وبمساعدة التحليلات المتقدمة والذكاء الاصطناعي، سيتمكن مقيّمو العقارات من جمع كميات هائلة من البيانات من مصادر مختلفة، مثل وسائل التواصل الاجتماعي والسجلات العامة والقوائم الإلكترونية، وتحليلها. وهو ما يوفر لهم رؤية أكثر دقة وشمولية لسوق العقارات، ويمكّنهم من اتخاذ قرارات مستنيرة، وتقديم تقييمات أكثر دقة.
زيادة استخدام نماذج التقييم الآلي
يعد الاستخدام واسع النطاق لطرق التقييم المحوسبة تطورًا آخر من شأنه أن يغيّر قطاع تقييم العقارات، حيث تستخدم نماذج التقييم الآلي الخوارزميات والبيانات لتحديد قيمة العقارات، وهي نماذج أسرع وأرخص وأكثر كفاءة من الأساليب التقليدية. وتتحسن دقة نماذج التقييم الآلي وموثوقيتها مع نضوج تقنيتها الأساسية، وهو ما يشير إلى أن استخدامها سيشهد نمواً كبيراً في السنوات القادمة.
التأكيد على الاستدامة وكفاءة الطاقة
في حين أن العالم أصبح أكثر وعياً بالبيئة، أصبحت الاستدامة وكفاءة الطاقة من العوامل المهمة في تقييم العقارات. فالعقارات التي تستخدم الطاقة والتي تنطوي على ميزات مستدامة، مثل: الألواح الشمسية أو أنظمة تجميع مياه الأمطار أصبحت لها قيمة أعلى من العقارات الأخرى. ويمكننا في المستقبل أن نتوقع من مقيّمي العقارات أن يركزوا بشكل أكبر على هذه العوامل عند تقييم العقارات.
أهمية معلومات المواقع
لطالما كان الموقع عاملاً مهماً في تقييم العقارات، ولكن مع ظهور تكنولوجيا معلومات المواقع، أصبح الأمر أكثر أهمية، حيث تسمح أدوات معلومات المواقع، مثل أنظمة المعلومات الجغرافية، لمقيّمي العقارات بتحليل البيانات المتعلقة بالمنطقة المحلية، مثل معدلات الجريمة، ومناطق تجمع المدارس، ووسائل النقل؛ لتقديم تقييم أكثر دقة للعقارات. ونظراً لأن هذه الأدوات أصبحت متوفّرة على نطاق واسع، فمن المتوقع استخدامها بشكل متكرّر في تقييم العقارات.
تغيير التفضيلات الديموغرافية ونمط الحياة
أخيرًا، من المقرر أيضاً تغيير التفضيلات الديموغرافية ونمط الحياة للتأثير على مستقبل تقييم العقارات. ومع تحول جيل الألفية والجيل زد إلى المشترين المهيمنين في السوق، نتوقع أن نرى تحولاً نحو العقارات الأصغر حجماً والأكثر تكلفة، والتي تكون أقرب عادة إلى المراكز الحضرية. وسيحتاج مقيّمو العقارات إلى أخذ هذه التفضيلات المتغيرة في عين الاعتبار عند تقييم العقارات في المستقبل.
الخاتمة
في ظل التكنولوجيا المتطوّرة وتفضيلات المشتري المتغيرة، يبدو أن مستقبل تقييم العقارات متجه نحو إحداث ثورة في القطاع. من خلال مراقبة هذه الاتجاهات، يمكن لمقيّمي العقارات الاطلاع على آخر المستجدات، وتقديم تقييمات أكثر دقة وملاءمة في السنوات القادمة.